هنا الخرطوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الاغانى السودانيه و النوبيه و التراث النوبى منتدى شامل


    التنقيب عن الآثار فى كرمة

    Admin
    Admin
    عضو ذهبى
    عضو ذهبى


    عدد الرسائل : 166
    http://shmarat.yoo7.com/users/a1/28/69/69/avatars/ : 0
    تاريخ التسجيل : 22/04/2008

    التنقيب عن الآثار فى كرمة Empty التنقيب عن الآثار فى كرمة

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء 4 يونيو - 3:25

    ساهمت سويسرا بشكل مباشر في عملية تمويل بعثة شارل بوني التي تُنقب عن الآثار في منطقة كرمة بشمال السودان منذ 40 سنة، كما شاركت في عملية تشييد متحف مجمع حضارة كرمة.


    وإذا كان طلبة وأساتذة قسم الآثار بالجامعات السويسرية قد استفادوا من هذه التجربة، فإن شارل بوني يأسف لكون سويسرا لا تساهم في تكوين طلبة الآثار السودانيين.

    رغب عالم الآثار السويسري شارل بوني، الذي تشبّع بروح جنيف وانفتاحها على العالم، في نقل تجربته المهنية إلى السودان من خلال أعمال التنقيب التي استمرت لأكثر من 43 سنة بالمحافظة الشمالية.

    فهو بحكم عمله كأستاذ بجامعة جنيف، وبتوليه مهمة عالم الآثار المكلف بالترميم والتنقيب عن الآثار بدويلة جنيف لعدة سنوات، وتقلده منصب عضو في الصندوق الوطني للبحث العلمي، وعضو ثم نائب رئيس اللجنة الفدرالية للمعالم الأثرية، سخر كل هذه المعارف وهذه التجارب من أجل إقحام سويسرا في مشروع التنقيب عن الآثار في السودان.

    كما أن التجربة التي قام بها في السودان كانت مثمرة بالنسبة لعلماء الآثار السويسريين وطلبة الجامعات السويسرية الذين ترددوا في دفعات على عين المكان خلال الأربعين سنة الماضية.

    ويقول شارل بوني "لقد حاولت من البداية إقحام سويسرا في هذا المشروع بكل مكوناتها وخصائصها، فالمناطق السويسرية المتحدثة بالألمانية شاركت في أعمال التنقيب بما يُعرف عن أبنائها من دقة ومثابرة، وهو ما لم يكن يُعرف عند أهل جنيف أو سويسرا الروماندية (المتحدثة بالفرنسية)".

    وقد نتج عن حرص بوني على تمثيل بلاده بمختلف أطيافها في عمله بالسودان أن كانت البعثات الساهرة على التنقيب مشتملة على علماء وبحاثة وتقنيين من مختلف المناطق السويسرية. وكانت البعثة الأخيرة مكونة من عناصر قدمت من جنيف وبازل ونوشاتيل والفالي وغراوبوندن، إضافة الى أعضاء فرنسيي الجنسية.التنقيب عن الآثار فى كرمة Sriimg20080326_8898857_0 خبيرة سويسرية أثناء تنظيف رسوم أثرية في كرمة



    من تمويل أمريكي إلى سويسري



    البعثة التي بدأت أشغالها قبل أربعين عاما بتمويل أمريكي تحولت تدريجيا إلى الاعتماد على مصادر تمويل سويسرية حكومية وغير حكومية.

    كما ساهمت الجامعات السويسرية، وبالأخص جامعة جنيف، في دعم أعمال تنقيب شارل بوني في السودان علميا وماديا.

    وقد انضم الصندوق الوطني السويسري للبحث العلمي بشكل منتظم لعملية تمويل أشغال البعثة السويسرية في السودان منذ عام 1976 بتقديم مساهمة مالية تقدر بحوالي 100 ألف فرنك سنويا.

    وتساهم في عملية تمويل البعثة السويسرية في السودان عدة مؤسسات عمومية وخاصة، مثل المتاحف إضافة إلى بعض الخواص.

    كما ساهمت سويسرا إلى جانب الحكومة السودانية في تمويل بناء متحف مجمع حضارة كرمة الذي كلف حوالي 800 ألف فرنك؛ وهو المتحف الذي أفتتحه الرئيس السوداني الفريق عمر حسن البشير في 19 يناير 2008.

    ولا شك في أن تتويج هذا الاهتمام السويسري بأعمال التنقيب في كرمة تمثل في زيارة الرئيس السويسري الحالي باسكال كوشبان للموقع في عام 2005 برفقة أفراد عائلته، والوقوف على سير أشغال تشييد مجمع ومتحف حضارة كرمة.التنقيب عن الآثار فى كرمة Sriimg20080326_8898972_0 الدكتور صلاح الدين محمد أحمد نائب رئيس قسم الآثار القديمة بالسودان، شارك لأكثر من 20 عاما في أبحاث الفريق السويسري في السودان



    استفادة في الاتجاهين



    أعمال التنقيب التي قام بها شارل بوني في السودان كانت مفيدة لطلبة وأساتذة الجامعات السويسرية الذين ساهموا بشكل محترف في أعمال التنقيب. وفي هذا السياق، يشدد مدير الأبحاث بالبعثة ماتيو هونيغر على حرص البعثة على أن تكون أعمالها في كرمة مكملة لمهام الجامعات السويسرية".

    وقد تردد سنويا على عين المكان ما بين 2 أو 3 من طلبة جامعة نوشاتيل. ويعتبر السيد هونيغر، الذي تلقى تدريبه في كرمة قبل عشر سنوات قبل أن يتحول إلى أستاذ مختص في تاريخ حقب ما قبل التاريخ، أن تحول الطلبة السويسريين إلى السودان يسمح لهم بـ "التعرف على طريقة أخرى في التنقيب عن الآثار في وسط مغاير لما يعرفونه في أوروبا"، مشيرا إلى أن هؤلاء الطلبة يجعلون من تجربتهم في كرمة موضوع أطروحاتهم لنيل الشهادة.
    أسف لعدم احتضان الطلبة السودانيين



    ويفتخر شارل بوني بكون البعثة التي قادها في السودان شددت على تطوير التكوين في مجال علم الآثار بالسودان بحيث ساهم العديد من الطلبة السودانيين في أعمال التنقيب. وقد حصل اثنان منهم على شهادة الدكتوراه في الآثار، أحدهما هو الدكتور صلاح الدين محمد أحمد، نائب رئيس قسم الآثار القديمة بالسودان الذي قضى أكثر من عشرين عاما في أعمال التنقيب مع البعثة السويسرية في كرمة.

    لكن شارل بوني يأسف لكونه لم يفلح في إقناع سويسرا بتبني هؤلاء الطلبة ومساعدتهم في إجتياز شهادة الدكتوراه نظرا لكون سويسرا لا تقيم تبادلات مع السودان في مجال التكوين والمنح الجامعية، وهو ما يعتبره "نقطة سلبية في هذا المجهود المبذول عالميا".

    وهذا الأسف عبر عنه أيضا الدكتور ماتيو هونيغر، أستاذ حقب ماقبل التاريخ بجامعة نوشاتيل، ولئن كان يرى بريقا من الأمل في "تطور الأوضاع في المستقبل نظرا لإسهام سويسرا في إقامة متحف كرمة، وهو ما قد يتطور للمساعدة في تكوين المختصين في فن المتاحف".

    ويتم تعويض هذا النقص في إسهام سويسرا في مجال تكوين الطلبة السودانيين بتولي الزميلة الفرنسية المشاركة في البعثة السويسرية، دومينيك فالبل، احتضان الطلبة السودانيين في فرنسا ومساعدتهم على اجتياز شهادة الدكتوراه.التنقيب عن الآثار فى كرمة Sriimg20080326_8898849_0 شارل بوني مع أحد طلبة الآثار السويسريين أثناء تدريب في دوكي جيل



    نجاح في إدخال مهنة التنقيب عن الآثار للمنطقة



    إذا كان معروفا لدى فرق التنقيب عن الآثار منذ القدم أن أحسن عمال التنقيب هم أبناء "قفط" بمصر، فإن شارل بوني بإمكانه أن يعتز بكونه سمح لأبناء منطقة كرمة بالتخصص في عملية التنقيب عن الآثار بمستوى لا يقل عما عرف به أبناء "قفط".

    إذ يقول شارل بوني "إذا كان بإمكاني اليوم التغيب عن عمليات التنقيب بدون أن انشغل عن حسن سير العملية، فذلك راجع لكون ثلاثة ممن رافقوني منذ البداية تلقوا تدريبا في جنيف وأصبحوا رؤساء فرق اليوم". فقد استضاف شارل بوني عددا من هؤلاء العمال في جنيف، بحيث شاركوا في عمليات تنقيب عن الآثار تحت كاتدرائية جنيف لعدة أشهر وفي مناطق أخرى من سويسرا.

    ويتذكر شارل بوني أن أولى عمليات التنقيب في السنة الأولى تمت بمشاركة حوالي 60 إلى 80 قفطيا. ولكن الاستعانة بالعمال القفطيين توقفت فيما بعد ليحل محلهم عمال من أبناء المنطقة. والسبب في ذلك يعود حسب شارل بوني الى "بحث الأعمال التي ستتم في المنطقة في جذور حضارة سودانية وليست مصرية". وكان بذلك أول وآخر من كوّن أبناء المنطقة لاستخدامهم في عمليات التنقيب عن الآثار، وهذا في الوقت الذي تستمر فيه فرق التنقيب الأخرى في الاعتماد على القفطيين.

    ويجمع كل العمال المختصين الذين قابلناهم في منطقة كرمة على ضرورة الاستمرار في تعليم هذه المهنة للأجيال القادمة؛ إذ يرى الرايس جادو عبد الله جاد الرب محمد، وهو من العمال الذين كونهم شارل بوني قبل أربعين سنة، أن "تواجد المتحف بكرمة والقسم الملحق به لتكوين المختصين في مهنة الآثار سيعمل على تطوير تعليم تكوين عمال الآثار بالمنطقة، وهم على استعداد للمشاركة في هذا التكوين".

    ويعقد شارل بوني أملا كبيرا على أن يعمل تكوين مختصين سودانيين في علم الآثار، سواء من قبل السويسريين أو الفرق الأخرى الفرنسية والألمانية وغيرها، على "خلق نواة مختصين سودانيين في علم الآثار".

    وفي بلد شاسع مثل السودان، يراهن شارل بوني على تكاثف جهود كل الفرق العاملة في مجال التنقيب والتكوين للسماح لهذا البلد بالنهوض بقطاع ستكون له تأثيرات إيجابية على فهم تاريخ المنطقة وتاريخ الإنسانية ككل. كما يعقد العديد من المسؤولين، سواء المحليين أو في العاصمة الخرطوم، آمالا كبرى على أن يعمل ذلك على ترويج سياحة ثقافية قد تدعم تنمية المنطقة.
    سويس إنفو – محمد شريف – كرمة ( السودان)


      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل - 18:42